فهرس الكتاب
الصفحة 45 من 335

قاعدة: أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصاف

إنَّ مِن القواعد المفيدة في باب فقه الأسماء الحسنى أن أسماءه الحسنى سبحانه وتعالى أعلامٌ وأوصافٌ، والوصف بها لا ينافي العلمية، فهي أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمّىً واحد وهو الله عز وجل، وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص، فالحيُّ العليمُ القديرُ السميع البصير الرحمن الرحيم العزيز الحكيم كلُّها أسماءٌ لمسمى واحد وهو الله عز وجل، لكن للحيِّ معنى خاص، وللسميع معنى خاص، وللبصير معنى خاص، فالحيُّ يدلُّ على صفة الحياة، والسميع يدلُّ على صفة السمع، والبصير يدلُّ على صفة البصر، وهكذا، فهي بهذا الاعتبار متباينة لدلالة كل اسم منها على معناه الخاص.

وقد تنوعت الدلائل في الكتاب والسنة على اشتمال أسماء الله الحسنى على المعاني والأوصاف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وثبوت معنى الكمال قد دل عليه القرآن بعبارات متنوعة دالة على معانٍ متضمنة لهذا المعنى، فما في القرآن من إثبات الحمد له وتفصيل محامده وأن له المثل الأعلى وإثبات معاني أسمائه ونحو ذلك كله دال على هذا المعنى" (1) .

وأبرز هذه الأدلة ما يلي:

أولاً: أن الله وصف أسماءه بأنها كلها حسنى أي: بالغة في الحسن تمامه وكماله، لاشتمالها على أوصاف الكمال ونعوت الجلال، ولو كانت أعلاماً جامدةً غير دالةٍ على معانٍ لم تكن حسنى.

(1) "مجموع الفتاوى" (6/ 71 - 72) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام