ثانياً: إخبارُ الله عن نفسه بتفرُّده بالمثل الأعلى في قوله: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى) [النحل: 60] ، وقوله: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى) [الروم: 27] ، قال ابن كثير رحمه الله:" (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى) أي: الكمال المطلق من كلِّ وجهٍ، وهو منسوبٌ إليه" (1) .
وذكر ابنُ القيِّم رحمه الله من جملة المعاني التي يُفسَّر بها المثل الأعلى ثبوت الصفات العليا لله سبحانه.
ثالثاً: ما ورد في القرآن من إثبات الحمد له سبحانه وتفصيل محامده.
فمن أسمائه سبحانه"الوهَّاب"، ومن تفاصيل محامده في القرآن قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) [إبراهيم: 39] .
ومن أسمائه سبحانه"الخالق"، ومن تفاصيل محامده في القرآن قوله سبحانه: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) [الأنعام: 1] .
من أسمائه سبحانه"القُدُّوس السلام"، ومن تفاصيل محامده في القرآن قوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء: 111] .
ومن أسمائه"الملك والعليم"، ومن تفاصيل محامده في القرآن قوله تعالى: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) [سبأ: 1 - 2] .
رابعاً: أن في القرآن إثباتاً لأسماء الله وإثباتاً للصفات التي دلت عليها تلك الأسماء.
فسمَّى نفسه"العزيز"، ووصف نفسه بالعزة في قوله تعالى: (فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) [فاطر: 10] .
(1) "تفسير ابن كثير" (4/ 496 - ط. الشعب) .