فهرس الكتاب
الصفحة 186 من 335

أمّا"الكريم"فقد ورد في ثلاثة مواضع، قال تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 40] ، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [الانفطار: 6] ، وقال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون: 116] ، على قراءة من قرأ برفع"الكريم"على أنه صفة للربّ.

وأما"الأكرم"فقد ورد في موضع واحد، وهو قوله تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) [العلق: 3] .

و"الكريم": هو الكثير الخير العظيم النفع، وهو مِن كلِّ شيء أحسنُه وأفضلُه، والله سبحانه وصف نفسه بالكرم كما في الآيات المتقدمة.

ووصف كلامه بالكرم كما في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ) [الواقعة: 77] ، أي: كثير الخير غزير العلم، فكلّ خير وعلم إنما يستفاد من القرآن.

ووصف عرشه بذلك كما في قوله: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون: 116] ، على قراءة مَن قرأ بالكسر على أنه صفة للعرش، أي: حسن المنظر بهيّ الشكل.

ووصف بذلك ثوابَه العظيم ونعيمه المقيم الذي أعده لعباده المؤمنين، قال تعالى: (لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 4] ، وقال تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا) [النساء: 31] ، والمدخل الكريم هو الطيب الحسن السالم من الآفات والعاهات ومن الهموم والأحزان ومن المنغصات والمكدرات.

ووصف بذلك ما كثر خيره وحسن منظره من النبات وغيره كما في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [الشعراء: 7] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام