قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) [الحج: 60] ، وقال تعالى: (فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء: 99] ، وقال تعالى: (وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الأحزاب: 73] ، وقال تعالى: (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفتح: 14] ، وقال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه: 82] ، وقال تعالى: (وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 160] .
والعفوّ: هو الذي يمحو السِّيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه؛ فإن الغفران ينبئ عن السِّتر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من السِّتر، وهذا حال الاقتران، أما حال انفرادهما فإن كل واحد منهما يتناول معنى الآخر.
والتواب: هو الذي يتوب على من يشاء من عباده بالتوفيق للتوبة، كما قال سبحانه: (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 118] ، وبالقبول لها، كما قال سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [الشورى: 25] .
والعفو والمغفرة من لوازم ذاته لا يكون إلا كذلك، ولا تزال آثار ذلك ومتعلقاتُه تشمل الخليقة آناء الليل والنهار، فعفوه ومغفرته وسعت المخلوقات والذنوب والجرائم، فهو سبحانه لم يزل ولا يزال بالعفو والتجاوز معروفاً، وبالصفح والغفران موصوفاً، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء: 43] ، وقال تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء: 99] .