أما اسمه تبارك وتعالى"الحقّ"فقد ورد في القرآن الكريم في عشرة مواضع، قال تعالى: (فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّا تُصْرَفُونَ) [يونس: 32] ، وقال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [الحج: 62] ، وقال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون: 116] .
وأما اسمه:"المبين"فقد ورد في موضع واحد مقروناً بالحق، قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) [النور: 25] .
ومعنى"الحق"أي: الذي لا شك فيه ولا ريب، لا في ذاته، ولا في أسمائه وصفاته، ولا في ألوهيته، فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه، فهو تبارك وتعالى حق، وأسماؤه وصفاته حق، وأفعاله وأقواله حق، ودينه وشرعه حق، وأخباره كلها حق، ووعده حق، ولقاؤه حق.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته من الليل بالإقرار بهذه المعاني، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجَّد قال: اللهم لك الحمد أنت قيِّم السموات والأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهنَّ، ولك الحمد أنت نور اسموات والأرض، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حقٌّ، وقولك حقٌّ، والجنة حق، والنار حق، والنبيُّون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت"متفق عليه (1) .
(1) البخاري (رقم: 1069) ، ومسلم (رقم: 769) .