فهرس الكتاب
الصفحة 50 من 335

إن من القواعد المفيدة في باب فهم الأسماء الحسنى أنها من حيث دلالتها تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: ما دلَّ على صفة متعدِّية، والفعل المتعدِّي: هو ما يتعدَّى أثرُه فاعله ويتجاوزه إلى المفعول به، ولذا يقال له:"الفعل المجاوز"، وما كان من الأسماء كذلك فإنه يتضمَّن ثلاثة أمور:

الأول: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.

الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.

الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها.

مثال ذلك:"السميع"يتضمن إثبات السميع اسماً لله تعالى، وإثبات السمع صفة له، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه، وهو أنه يسمع السر والنجوى، كما قال تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [المجادلة: 1] .

وكذلك اسمه:"الرحيم"يتضمَّن إثبات الرحيم اسماً لله تعالى، والرحمة صفةً له، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه، وهو أنه يرحم من يشاء.

وهكذا يقال في جميع الأسماء التي من هذا النوع: كالغفور، والرَّزَّاق، والكريم، والبصير، والبارئ، والخالق، والمصوِّر، والحفيظ، والرب، والقيوم، والرؤوف، والفتَّاح، والعفو، واللطيف.

القسم الثاني: ما دل على صفة لازمة، وهو ما لا يتعدَّى أثرُه فاعله ولا يتجاوزه إلى المفعول به، ولذا يقال له:"الفعل غير المجاوز"، وما كان من الأسماء كذلك فإنه يتضمن أمرين:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام