والأمثلة على هذا كثيرة، والقاعدة على هذا الباب مطَّرِدةٌ؛ أنَّ كلَّ ما نفاه الله عن نفسه ونزَّه نفسه عنه فهو متضمن لثبوت كمال ضدِّ المنفيِّ له تبارك وتعالى.
سابعاً: ورد في السُّنَّة أحاديث مشتملةٌ على إثبات المعاني والصفات لأسماء الله الحسنى، كقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء النوم:"اللهم أنت الأولُ فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهرُ فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيء"رواه مسلم (1) ، وقوله صلى الله عليه وسلم:"إن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً"رواه أبو داود وغيره (2) ، وقوله صلى الله عليه وسلم:"إن الله هو الحكم وإليه الحُكم"رواه أبو داود وغيره (3) ، وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر عندما سأله أن يعلمه دعاء يقوله في صلاته وبيته قال: قل:"اللهم إني ظلمتُ نفسي ظُلماً كثيراً ولا يغفرُ الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عِندِكَ وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"متفق عليه (4) .
إلى غير ذلك من الوجوه الدالة على أنَّ أسماء الله أعلامٌ وأوصاف، وأنها ليست أعلاماً محضة وأسماءً صرفةً دالةً على معانٍ، بل كلُّها أسماء حسنى متضمنة ثبوت أوصاف الكمال ونعوت الجلال والجمال للرَّبِّ عز وجلَّ على الوجه اللائق به، عزَّ شأنه وتعالى جدُّه.
(1) في"صحيحه" (رقم: 2713) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) "سنن أبي داود" (رقم: 1488) ، و"جامع الترمذي" (رقم: 3556) ، و"سنن ابن ماجه" (3865) ، و"صحيح ابن حبان" (رقم: 876) من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه.
(3) "سنن أبي داود" (رقم: 4955) ، و"سنن النسائي" (رقم: 5387) ، و"مستدرك الحاكم" (1/ 24) من حديث هانئ بن يزيد رضي الله عنه.
(4) "صحيح البخاري" (رقم: 834) ، و"صحيح مسلم" (رقم: 2705) .