وهو من الأسماء الحسنى الثابتة في السنة، روى البخاري في"صحيحه" (1) عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:"استأذن رهطٌ من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّام عليك، فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: يا عائشة إن الله رفيقٌ يحبُّ الرفق في الأمر كلِّه، قلت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: قلت: وعليكم".
وروى مسلم في"صحيحه" (2) عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا عائشة إن الله رفيقٌ يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".
ففي الحديث التصريح بتسمية الله بالرفيق ووصفه بالرفق، وأن له من هذا الوصف أعلاه وأكمله وما يليق بجلاله وكماله سبحانه.
والرِّفق: اللين والسهولة والتأني في الأمور والتمهل فيها، وضده العنف والتشديد، فهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها، والله سبحانه رفيق في قدره وقضائه وأفعاله، رفيق في أوامره وأحكامه ودينه وشرعه.
ومن رفقه سبحانه في أفعاله أنه سبحانه خلق المخلوقات كلها بالتدرج شيئاً فشيئاً، بحسب حكمته ورفقه، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة، وهو دليل على حلم الله وحكمته وعلمه ولطفه، وقد ورد عن الصحابة رضي الله عنهم حمدهم لله عز وجل على رفقه في الخلق وتصريفه الدائم للمخلوقات، وأنه لم يجعل الخلق ثابتاً على هيئة واحدة.
(1) (رقم: 6927) .
(2) (رقم: 2593) .