فهرس الكتاب
الصفحة 70 من 335

لقد دلَّت نصوص الكتاب والسنَّة على تفاضل أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، بل ذكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن لله اسماً أعظم، إذا دُعيَ به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، ومن قال بعدم تفاضل الأسماء الحسنى فقولُه مجانبٌ للصواب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وقول من قال: صفات الله لا تتفاضل ونحو ذلك قول لا دليل عليه ... ، وكما أنَّ أسماءه وصفاته متنوِّعةٌ فهي أيضاً متفاضلة كما دلَّ على ذلك الكتاب والسُّنَّة والإجماع مع العقل" (1) أهـ.

والدلائل على ثبوت التفاضل في أسماء الله جل وعلا كثيرةٌ، ومن هذه الدلائل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأخبار الصحيحة أن لله اسماً أعظم إذا سئل به أعطى، وإذا دعيَ به أجاب، ولا ريب أن هذه فضيلةٌ عظيمة اختص بها هذا الاسم الذي وصف بأنه اسم الله الأعظم، ولعلنا نقف على طرف من الأحاديث الواردة في ذلك، ثم نقف بعد ذلك على كلام بعض أهل العلم في تعيينه.

روى الإمام أحمد في"المسند"وأبو داود، والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، المنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى" (2) ، وزاد أبو داود والنسائي في آخره:"يا حي يا قيوم".

(1) "جواب أهل العلم والإيمان" (ص/197 - 200) . وراجع"شفاء العليل"لابن القيم (2/ 744) .

(2) "مسند أحمد" (3/ 158) ، و"سنن أبي داود" (رقم: 1495) ، و"سنن النسائي" (رقم: 1300) .

ورواه أيضاً ابن حبان (893) ، والحاكم (1/ 503) كلهم من طريق خلف بن خليفة، عن حفص ابن أخي أنس، عن أنس. وإسناده جيد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام