فهرس الكتاب
الصفحة 66 من 335

التّحذير من بعض المسالك المنحرفة

في باب الأسماء والصفات

إن مما يتأكد ملاحظته ورعايته والعناية به فيما يتعلق بأسماء الله الحسنى أن يعلم أن الخطأ فيها ليس كالخطأ في أيِّ اسم آخر، فهي أسماءٌ للرب المجيد والخالق العظيم، الخطأ فيها انحراف وضلال، والغلط فيها زيغ وإلحاد، وهذا يستوجبُ من كل عاقل ألا يتكلَّم فيها إلا بعلم، ولا يقرِّر شيئاً يختص بها إلا بدليل من القرآن والسنَّة، ومن خاض فيها بغير هذا ضلَّ السَّبيل؛ إذ كيف يرام الوصول إلى تحقيق الأصول بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولما خاض أقوامٌ أسماء الله مقرِّرين أموراً تختصُّ بأسماء الله دون أن يكون لهم عليها مستندٌ مِنَ الكتاب والسُّنة أتوا بالغرائب والعجائب في هذا الباب، وكأنهم لم يشعروا بحرمة هذه الأسماء وعظيم شأنها وخطورة الخوض فيها بلا بيِّنةٍ ولا مستند، والله المستعان.

ولا بأس من الإشارة هنا إلى شيء من هذه المخالفات ليكون المسلم منها على حذر وفي حيطة لدينه وتعظيمٍ لأسماءِ ربِّه ومراعاة لحرمتها واحترامها.

فمن ذلكم نشرةٌ توزّع في الآونة الأخيرة درجت بين العوام والجهال، يزعم كاتبها أن أسماء الله الحسنى لكل اسم منها خاصية شِفائيةٌ لمرض معين، فلأمراض العين اسمٌ، ولأمراض الأذن اسمٌ، ولأمراض العظام اسمٌ، ولأمراض الرأس اسمٌ، وهكذا، وحدد لتلك الأمراض أعداداً معينة من تلك الأسماء.

وهذا من الباطل الذي ما أنزل الله به من سلطان، ولا قامت عليه حجةٌ ولا برهان، بل ليس في الأذكار المشروعة والرقى المأثورة إلا ما هو جملة تامة، وليس فيها تكرار لاسم بهذه الطريقة المزعومة في تلك النشرة.

وقد ارتكب بهذا العمل جنايتين:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام