فهرس الكتاب
الصفحة 65 من 335

فنبَّه رحمه الله إلى أن تمام المعرفة بالأسماء الحسنى التي ينال الداعي لله بها هذا الثواب العظيم الوارد في الحديث إنما يكون بالمعرفة بالأسماء والصفات وبما تتضمنه من فوائد وتدل عليه من حقائق، لا عدُّها فقط دون فهم لها أو علم بما تدل عليه وتقتضيه.

وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه"بدائع الفوائد"أن لإحصاء أسماء الله الحسنى ثلاث مراتب بتكميلها وتحقيقها ينال العبد ثواب الله العظيم المذكور في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدم:

المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.

المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولاتها.

المرتبة الثالثة: دعاء الله بها، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة (1) .

فبتحقيق هذه المراتب الثلاثة العظيمة يتحقق للعبد الإحصاء لهذا القدر من أسماء الله الحسنى.

ولهذا الغرض أفرد عدد من أهل العلم مصنفات خاصة في عدِّ تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله الحسنى مع ذكر دلائلها وبراهينها وتوضيح معانيها ودلالاتها، وتبيين موجباتها ومقتضياتها، وإبراز آثارها وثمرات العمل بها ومعرفتها، إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة المتعلقة بهذا العلم الشريف الذي هو أجلّ العلوم وأرفعها شأناً.

(1) "بدائع الفوائد" (1/ 164) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام