وقد ورد هذا الاسم في عشر آيات من القرآن الكريم يأتي ذكرها.
و"الرَّأفة"- كما قال ابن جرير رحمه الله-:"أعلى معاني الرحمة، وهي عامة لجميع الخلق في الدُّنيا، ولبعضهم في الآخرة" (1) . وهم أولياؤه المؤمنون، وعباده المتقون.
هذا؛ وإن من القواعد المفيدة التي قرَّرها أهلُ العلم في باب فقه أسماء الله الحسنى أن ختم الآيات القرآنية بأسماء الله الحسنى يدلُّ على أن الحكم المذكور فيها له تعلُّق بذلك الاسم الكريم الذي ختمت به الآية، وتأمُّل ذلك من أعظم ما يعين العبد على فقه أسماء الله الحسنى.
وفيما يلي عرضٌ لمواضع ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم، وتنبيه على دلالاته من خلال سياق الآيات التي ختمت به.
قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [البقرة: 143] ، أي: لا ينبغي له ولا يليق به أن يضيع إيمانكم، وهذا من كمال رأفته ورحمته بهم، وفي هذا بشارة عظيمة لمن من الله عليهم بالإسلام والإيمان بأن الله سيحفظ عليهم إيمانهم، فلا يضيعه بل يحفظه من الضياع والبطلان، ويتممه لهم، ويوفقهم لما يزدادُ به إيمانهم ويتمُّ به إيقانهم، فكما ابتدأهم بالهداية للإيمان فسيحفظه لهم ويتمه عليهم رأفة منه بهم ورحمة، ومنَاً منه عليهم وتفضُّلاً.
وقال الله تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) [البقرة: 207] ، وهؤلاء هم الموفقون من عباده الذين باعوا
(1) "تفسير الطبري" (2/ 654) .