فهرس الكتاب
الصفحة 222 من 335

الوَدُود

وقد ورد في القرآن مرتين:

الأولى: في قوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) [هود: 90] .

والثانية: في قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) [البروج: 13 - 14] .

ومعناه: أي: الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم محبة له.

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تقرير عظيم له في بيان معنى هذا الاسم ودلالته:"الودود، أي: المتودد إلى خلق بنعوته الجميلة، وآلائه الواسعة، وألطافه الخفية، ونعمه الخفية والجلية، فهو الودود بمعنى الوادّ، وبمعنى المودود، يحب أولياءه، وأصفياءه ويحبونه، فهو الذي أحبهم وجعل في قلوبهم المحبة، فلما أحبوه أحبهم حباً آخر جزاء لهم على حبهم."

فالفضل كلُّه راجع إليه، فهو الذي وضع كل سبب يتوددهم به، ويجلب ويجذب قلوبهم إلى ودّه، تودَّدَ إليهم بذكر ما له من النعوت الواسعة العظيمة الجميلة الجاذبة للقلوب السليمة والأفئدة المستقيمة، فإن القلوب والأرواح الصحيحة مجبولة على محبة الكمال.

والله تعالى له الكمال التام المطلق، فكل وصف من صفاته له خاصية في العبودية وانجذاب القلوب إلى مولاها، ثم تودد لهم بآلائه ونعمه العظيمة التي بها أوجدهم، وبها أبقاهم وأحياهم، وبها أصلحهم، وبها أتم لهم الأمور، وبها كمل لهم الضروريات

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام