وقد ورد هذا الاسم في السنة النبوية، ففي"السنن"و"مسند الإمام أحمد"عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"غلا السِّعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! لو سعَّرتَ، فقال: إن الله هو الخالق القابض لباسط الرازق المسعِّر، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحدٌ بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال" (1) .
و"الباسط"أي: الذي يبسط رزقه لمن شاء من عباده، و"القابض"أي: الذي يضيق أو يحرم من شاء منهم من رزقه، لما يرى سبحانه في ذلك من المصلحة لهم، قال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ) [الشورى:27] .
فالقبض: التضييق في الرزق، والبسط: التوسعة فيه والإكثار منه، وكل ذلكم بيد الله عز وجل، فهو القابض الباسط، الخافض الرافع، المعطي المانع، المعز المذل، لا شريك له.
قال تعالى: (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245] ، قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيرها:"يعني - تعالى ذكره - بذلك أنه الذي بيده قبضُ أرزاق العباد وبسطُها دون غيره ممن ادعى أهلُ الشرك به أنهم آلهةٌ واتخذوه رباً دونه يعبدونه، وذلك نظير الخبر الذي روى عن رسول الله صلى الله ليه وسلم ... عن أنس قال:"غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقالوا: يا رسول الله، غلا السعر فأسْعِر لنا، فقال رسول الله صلى الله لعيه وسلم:"إن الله الباسط القابض الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله ليس أحد يطلُبني بمظلمة في نفس ومال" (2) .
(1) سبق تخريجه.
(2) تقدم.