فهرس الكتاب
الصفحة 242 من 335

الغالب، النّصير

وقد ورد اسم الله"الغالب"في موضع واحد من القرآن، وهو قول الله تعالى: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21] .

وورد اسمه"النصير"في أربعة مواضع وهي: قوله تعالى:" (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الأنفال: 40] ، وقوله: (وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً) [النساء: 45] ، وقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج: 78] ، وقوله: (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) [الفرقان: 31] ."

و"الغالب"معناه: الذي يفعل ما يشاء، لا يغلبه شيء، ولا يردُّ حكمه رادٌّ، ولا يملك أحدٌ رد ما قضاه، أو منع ما أمضاه.

قال القرطبي رحمه الله:"فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الغالب على الإطلاق، فمن تمسك به فهو الغالب، ولو أن جميع من في الأرض طالب، قال تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) [المجادلة: 21] ، ومن أعرض عن الله تعالى وتمسك بغيره كان مغلوباً، وفي حبائل الشيطان مقلوباً" (1) .

و"النصير"معناه: الذي تولى نصر عباده، وتكفَّلَ بتأييد أوليائه والدفاع عنهم، والنصرُ لا يكون إلا منه، ولا يتحقق إلا بمنِّه، فالمنصور من نصره الله؛ إذ لا ناصر للعباد سواه، ولا حافظ لهم إلا هو، قال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [آل عمران: 126] ، وقال تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) [آل عمران: 160] ، وقال تعالى: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ) [الملك: 20] ، وقال تعالى: (وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [البقرة: 107] ، وقال تعالى: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم: 47] .

(1) "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" (1/ 219) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام