وقد ذكر الله سبحانه في مواضع عديدة من القرآن الكريم منته على أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد، قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) [غافر: 51] ، وقال تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) [التوبة: 25] ، وقال تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ(114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ) [الصافات: 114 - 116] .
وأخبر أنهم لا يطلبون نصرهم إلا منه، ولا يلجؤون لنيله إلا إليه، ففي دعاء نوح عليه السلام: (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ) [المؤمنون: 26] ، وفي دعاء لوط عليه السلام: (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) [العنكبوت: 30] ، وفي دعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين: (أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 286] .
وفي"سنن أبي داود، والترمذي"وغيرهما (1) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أجول وبك أصول وبك أقاتل".
وأخبر سبحانه أن الكفار لا ناصر لهم، قال تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) [آل عمران: 56] ، وقال تعالى: (بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) [الروم: 29] ، وقال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ) [محمد: 13] ، وقال تعالى للمؤمنين: (وَلَوْ قَاتَلَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوْا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) [الفتح: 22 - 23] .
(1) رواه أبو داود (رقم: 6232) ، والترمذي (رقم: 3584) وحسنه. وانظر"صحيح أبي داود"للألباني (2291) .