فهرس الكتاب
الصفحة 126 من 335

السَّميع

وهو اسم تكرَّر وروده في القرآن فيما يقرب من خمسين موضعاً، منها قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [المجادلة: 1] ، وقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11] ، وقوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 127] .

و"السميع": هو الذي يسمع جميع الأصوات على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات، قد استوى في سمعه سرُّ القول وجهره (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) [الرعد: 10] ، وسع سمعه الأصوات كلها، فلا تختلف عليه الأصوات ولا تشتبه، ولا يشغله منها سمع عن سمع، ولا يغلطه تنوع المسائل، ولا يبرمه كثرة السائلين.

روى الإمام أحمد وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت:"الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات؛ لقد جاءت المجادِلة إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم تكلّمه، وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) " (1) ، وفي رواية قالت:"تبارك الذي وسع سمعُه كلَّ شيء" (2) .

بل لو قام الجن والإنس كلهم من أولهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في صعيد واحد، وسألوا الله جميعاً في لحظة واحدة، وكلٌّ عرض حاجته، وكلٌّ تحدَّث بلهجته ولغته لسمعهم أجمعين دون أن يختلط عليه صوت بصوت أو لغة بلغة أو حاجة بحاجة، ومن الدلائل على هذا قوله سبحانه في الحديث القدسي:

(1) رواه الإمام أحمد (6/ 168) ، والنسائي (رقم: 3460) ، وابن ماجه (رقم: 188، 2063) بإسناد صحيح.

(2) كما في الرّواية الثانية لابن ماجه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام