قال القرطبي:"وهذا الفتح والشرح ليس له حدّ، وقد أخذ كلُّ مؤمن منه بحظ، ففاز منه الأنبياء بالقسم الأعلى، ثم من بعدهم الأولياء، ثم العلماء، ثم عوام المؤمنين، ولم يخيِّب الله منه سوى الكافرين" (1) .
وفي"صحيح مسلم" (2) عن أبي حميد أو عن أبي أسيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللَّهمَّ افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك".
فالرحمة والفضل والخير كلُّه بيد الله يفتح به على من يشاء وييسره لمن يشاء، فكل هذا من آثار هذا الاسم ومقتضياته.
وإنا لنسأل الله ونتوسل إليه بهذا الاسم العظيم وندعوه بأنه الفتاح وبأنه خير الفاتحين أن يفتح على قلوبنا بالإيمان الصحيح والاهتداء الكامل واليقين الراسخ، وأن يفتح لنا خزائن رحمته وأبواب كرمه وموائد بره وواسع فضله ونعمه، إنه سميع مجيب.
(1) "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" (1/ 225) .
(2) (رقم: 713) .