فهرس الكتاب
الصفحة 146 من 335

العليّ، الأعلى، المتعال

قال تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة: 255] ، وقال تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [الحج: 62] ، وقال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 1] ، وقال تعالى: (إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى) [الليل: 20] ، وقال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: 9] (1) .

وهذه الأسماء تدلُّ على علوه المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات:

فهو العليّ علو ذات، قد استوى على العرش، وعلا على جميع الكائنات، وباينها، قال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه: 5] ، وقال تعالى في ست آيات من القرآن: (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [الأعراف: 54] ، أي: علا وارتفع عليه علوّاً يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه.

وهو العلي علو قدر، وهو علو صفاته وعظمتها، فإنّ صفاته عظيمةٌ لا يماثلها ولا يقاربها صفة أحد، بل لا يطيق العباد أن يحيطوا بصفة واحدة من صفاته.

وهو العلي علو قهر، حيث قهر كلّ شيء، ودانت له الكائنات بأسرها، فجميع الخلق نواصيهم بيده، فلا يتحرّك منهم متحرِّك، ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

هذا وقد تنوعت الدلائل، وتكاثرت البراهين، وتعددت الشواهد على علو الله تبارك وتعالى على خلقه، حتى إن القرآن الكريم فيه أزيد من ألف دليل على علوِّ الله سبحانه، وهي مندرجة تحت أنواع عديدة، بيانها فيما يلي:

(1) قرأ ابن كثير:"المتعالي"بباء في الوصل والوقف، وقرأ الباقون بحذفها في الحالين. انظر:"المفتاح في اختلاف القراء السبع"لأبي القاسم القرطبي (2/ 639) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام