وقد تكرَّر ورود هذا الاسم في القرآن الكريم سبع عشرة مرَّة، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر: 15] ، وقال تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [الحج: 24] ، وقال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [البقرة: 267] ، وقال تعالى: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12] ، أي: الذي له الحمد كله، المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، فالحمد أوسع الصفات وأعم المدائح، وأعظم الثناء؛ لأن جميع أسماء الله تبارك وتعالى حمدٌ، وصفاته حمد، وأفعاله حمد، وأحكامه حمد، وعدله حمد، وانتقامه من أعدائه حمد، وفضله وإحسانه إلى أوليائه حمد، والخلق والأمر إنما قام بحمده ووجد بحمده وظهر بحمده، وكان الغاية منه هي حمده، فحمده سبحانه سبب ذلك وغايته ومظهره، فحمده روح كل شيء، وقيام كل شيء بحمده، وسريان حمده في الموجودات وظهور آثاره أمر مشهود بالبصائر والأبصار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وأيضاً فإنَّ الله سبحانه أخبر أنّه له الحمد، وأنّه حميد مجيد، وأنّ له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم، ونحو ذلك من أنواع المحامد."
والحمد نوعان: حمد على إحسانه على عباده، وهو من الشّكر.
وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله، وهذا الحمد لا يكون إلاَّ لمن هو متَّصف بصفات الكمال" (1) ."
(1) "مجموع الفتاوى" (6/ 83 - 84) .