فهرس الكتاب
الصفحة 197 من 335

إذ التسبيح طاعة عظيمة وعبادة جليلة حبيبة إلى الرحمن، ثقيلة في الميزان، كما قال صلى الله عليه وسلم:"كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". متفق عليه (1) .

وهو صلاة جميع المخلوقات كما قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44] ، وبه ترزق، كما صحّ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحاً عليه السلام قال لابنه عند موته:"آمرك بـ"لا إله إلا الله"؛ فإنّ السموات السبع، والأرضين السَّبْع لو وُضعت في كفّة، ووضعت"لا إله إلا الله"في كِفّة رجحتْ بهن"لا إله إلا الله". ولو أن السموات السبع، والأرضين السبع كنَّ حَلْقةً مُبهمةً قصمتهنَّ"لا إله إلا الله"، و"سبحان الله وبحمده"؛ فإنها صلاةُ كلِّ شيء، وبها يُرزق الخلق"رواه الإمام أحمد، والبخاري في"الأدب المفرد" (2) .

جعلنا الله من المسبِّحين بحمده، المؤمنين بأسمائه وصفاته، المحققين لتوحيده وتعظيمه، إنه سميع مجيب.

(1) البخاري (رقم: 6043) ، ومسلم (رقم: 2694) .

(2) "مسند الإمام أحمد" (2/ 170) ، و"الأدب المفرد" (548) وغيرهما وإسناده صحيح. وانظر:"السلسلة الصحيحة" (رقم: 134) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام