وقد ورد هذا الاسم في حديثين:
الأول: حديث يعلي بن أمية رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي رجلاً يغتسل بالبراز بلا إزار، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال صلى الله عليه وسلم:"إن الله عز وجل حييٌّ ستير يحبُّ الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر"، رواه أبو داود والنسائي" (1) ."
الثاني حديث سليمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً"، رواه أبو داود وابن ماجه (2) .
وفي هذا الاسم الكريم دلالة على ثبوت الحياء صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وكماله، وهو سبحانه في صفاته كلها لا يماثل أحداً من خلقه، ولا يماثله أحدٌ من خلقه، كما قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: 11] ، وقال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) [مريم: 65] ، فحياؤه سبحانه وصفٌ يليق به، ليس كحياء المخلوقين.
وقد ورد ذكر الحياء في القرآن والسنة بصيغة الفعل مضافاً إلى الله عز وجل، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) [البقرة: 26] .
(1) "سنن أبي داود" (رقم: 4012) ، و"سنن النسائي" (رقم: 406) من طريق زهير (هو ابن معاوية أبو خيثمة) ، عن بعد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن عطاء، عن يعلي بن أمية، فذكره، ورجاله ثقات، وصحح إسناده الألباني في"إرواء الغليل" (7/ 267) .
(2) "سنن أبي داود" (رقم: 1488) ، و"جامع الترمذي" (رقم: 3556) ، و"سنن ابن ماجه" (رقم: 3865) ، وغيرهم من طريق جعفر بن ميمون - صاحب الأنماط-، عن أبي عثمان النهدي، عن سليمان الفارسي، مرفوعاً. وقال الترمذي: حسن غريب. وينظر:"صحيح الجامع" (2638) .