وقد ورد هذا الاسم في موضع واحدٍ من القرآن، وهو قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر: 23]
و"المتكبِّر"اسمٌ يدل على وصفه سبحانه بالتكبر والكبرياء، والتاء في"المتكبر"ليست تاء التعاطي والتكلُّف، وإنما هي تاء التفرُّد والاختصاص، فالكبرياء وصفه سبحانه الذي لا يليق إلا به، ولذا سيأتي ذكر الوعيد الشديد المتكبرون، وعقوبات الله لهم العجلة والمؤجلة.
قال قتادة:"هو الذي تكبَّر عن كل سوء"، وقال أيضاً:"الذي تكبر عن السيئات"، وقال أيضاً:"الذي تكبر عن كل شر"، وقال مقاتل:"المتعظِّم عن كل سوء"، وقال أبو إسحاق السبيعي:"الذي يكبُر عن ظلم عباده"، وقال ميمون بن مهران:"تكبر عن السوء والسيئات، فلا يصدر منه إلا الخيرات".
وجماع ذلك أن هذا الاسم يدلُّ على تعالي الله عن صفات الخلق، وتعظُّمِه سبحانه عن مماثلتهم أو أن يماثلوه، ورفعته سبحانه عن كل نقص وعيب، فهو المتكبر عن الشر، وعن السوء وعن الظُّلم وعن كل نقص، وهذا متضمِّنٌ ثبوت الكمال له سبحانه في أسمائه وصفاته وأفعاله.
والتكبر لا يليق إلا به سبحانه؛ لأنه وحده الملك وما سواه مملوك، وهو وحده الربُّ وما سواه مربوب، وهو الخالق وحده وما سواه مخلوق، وهو وحده المتفردُ بصفات الكمال والجمال والعظمة والجلال، كما كان يجمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسبيحه لربِّه سبحانه في ركوعه وسجوده حيث كان يقول:"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" (1) .
(1) تقدم تخريجه.