فهرس الكتاب
الصفحة 261 من 335

ثم إن التوسُّل إلى الله بهذا الاسم داخلٌ في عموم قوله: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180] ، ولا سيما بمراعاة المناسبة بين المطلوب والاسم المذكور كما في دعاء نبي الله زكريا عليه السلام، قال تعالى: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 89 - 90] ، وفي الآية الأخرى قال: (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً) [مريم: 5 - 6] .

والإرث المذكور هنا إنما هو إرثُ علم ونبوةٍ ودعوةٍ إلى الله عز وجل لا إرث مالٍ، وقد توسل عليه السلام في هذا السياق باسم الله الوارث مراعاة لمناسبة المسألة والمطلوب.

وقد استجاب الله عز وجل لدعاء نبيه زكريا عليه السلام، فجعل امرأته ولوداً بعد أن كانت عقيماً، ورزقه ولداً ذكراً صالحاً سماه يحيى، وجعله نبياً من الأنبياء، ورث النبوة من بعد أبيه.

ومثل هذا الإرث المبارك ما ورد في قوله تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) [النمل: 16] ، أي: ورث سليمان أباه داود النبوة، والأمر لله من قبل ومن بعد، وهو المانُّ وحده، وإليه المرجع والمآب، وهو تبارك وتعالى خير الوارثين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام