فهرس الكتاب
الصفحة 179 من 335

وقد ورد اسم الله"المؤمن"في آية واحدة، هي قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر: 23] .

والإيمان يرجع معناه إلى التّصديق والإقرار، وما يقتضيه ذلك من الإرشاد وتصديق الصادقين، وإقامة البراهين على صدقهم، فهو تعالى المؤمن الذي هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده، ولهذا قال مجاهد رحمه الله:"المؤمن: الذي وحد نفسه بقوله: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) [آل عمران: 18] ".

وهي شهادة عظيمة كريمة من أعظم شاهد، وهو الله رب العالمين؛ لأعظم مشهود به، وهو توحيد الله، وإخلاص الدين له.

ومن هذا المعنى ما رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا قال العبد: لا إله إلا الله، والله أكبر، قال: يقول الله تبارك وتعالى: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال: صدق عبدي لا إله إلا أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي" (1) .

(1) "جامع الترمذي" (رقم: 3430) ، و"سنن ابن ماجه" (رقم: 3794) . وحسنه الترمذي. وانظر:"السلسلة الصحيحة" (رقم: 1391) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام