الأولى: إدخالُ الناس في هذا العمل المحدث غير المشروع.
والثانية: شغلُ الناس عن الأذكار المأثورة والرُّقى المشروعة في الكتاب والسنة.
ومن الأخطاء في هذا الباب جعل بعضهم أسماء الله الحسنى تعاليقَ وحُرُوزاً تعلقُ على السيارات أو في البيوت لغرض الحفظ والوقاية من العين أو الحسد أو نحو ذلك، وهذا عمل لا يشرع إذ ليس في أدلة الكتاب والسنة ما يدل على مشروعيته، بل دلَّت النصوص على المنع من مثل هذه الأعمال في مثل قوله صلى الله عليه وسلم:"من تعلَّق تميمةً فلا أتمَّ الله له"رواه أحمد وغيره (1) ، ونحوه من الأحاديث.
ومن الأخطاء في هذا الباب جعلُ الأسماء الحسنى في لوحات جمالية، ومناظر حائطية تزينُ بها الجدران، وتجمَّلُ بها المجالس بأشكال مزخرفة وخطوطٍ منمقةٍ، بحيث يكون أثرها على من يراها مدح اللوحة من حيث جمالُ خطها وحسنُ زخرفتها وأناقةُ منظرها، أما تأثيرها على القلوب قوةٌ في الإيمان وصلاحاً في الأعمالفهو أمر آخر لا يتحققُ بمثل هذا العمل غير المشروع.
ومِنَ الأخطاء في هذا الباب ظنُّ بعضِهم أن إحصاء أسماء الله الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم:"إن لله تسعةً وتسعين اسماً مائةً إلا واحداً مَن أحصاها دخل الجنة"يكونُ بجعلها ورداً يوميَّاً يقرؤه مرة إذا أصبح ومرة إذا أمسى، أو يقرؤه أدبار الصلوات المكتوبة، وربما كرر بعضهم الاسم الواحد عشرات المرات أو مئات المرات.
(1) "مسند الإمام أحمد" (4/ 154) ، ورواه ابن حبان (6086) ، والحاكم (4/ 216، 417) كلهم من طريق حيوة بن شريح، عن خالد بن عبيد المعافري، قال: سمعت مِشرح بن هاعان يقول: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (فذكره) .
وفي إسناده خالد بن عبيد تفرد عنه حيوة بن شريح، ولم يوثقه غير ابن حبان بذكره إياه في"الثقات" (6/ 261) ، لكنه توبع.
تابعه عبد الله بن لهيعة فيما أخرجه ابن عبد الحكم في"فتوح مصر" (ص/320 - 321) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن عبد الله بن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، به.
والحديث بهذين الطريقين يكون حسناً لغيره.