الأول: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمَّنها لله عز وجل.
مثال ذلك:"الحي"يتضمن إثبات الحي اسماً لله عز وجل، وإثبات الحياة صفةً له، وكذلك"العظيم"يتضمن إثبات العظيم اسماً لله عز وجل، وإثبات العظمة صفة له.
وهكذا يقال في جميع الأسماء التي من هذا النوع، كالعلي، والأول والآخر، والظاهر والباطن، والأحد، والقوي والمتين.
قال ابن القيم رحمه الله في سياق تقريره لهذه القاعدة:"الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل، فيخبر به عنه فعلاً ومصدراً، نحو السميع البصير القدير، يطلق عليه منه السمع والبصر والقدر'، ويخبر عنه بالأفعال من ذلك؛ نحو: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ) ، (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ) [المرسلات: 23] ، هذا إن كان الفعل متعدِّياً، فإن كان لازماً لم يخبر عنه به؛ نحو: الحي، بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل فلا يقال: حَيِيَ" (1) .
ومن القواعد المفيدة في فقه الأسماء الحسنى أن الاسم من أسمائه سبحانه له ثلاث دلالات.
-دلالة على الذات والصفة بالمطابقة، ودلالة على أحدهما بالتضمن، ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم؛ كاسم الحي -مثلاً- فإنه دالٍّ على الذات وعلى صفة الحياة بالمطابقة، ودال على الذات وحدها وعلى صفة الحياة وحدها بالتضمن، ودال على القدرة والسمع والبصر والعلم من الصفات باللزوم (2) .
ودلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على كامل معناه، ودلالة التضمُّن هي دلالة اللفظ على بعض معناه، ودلالة اللزوم هي دلالة اللفظ على أمر خارج معناه.
(1) "بدائع الفوائد" (1/ 170) .
(2) انظر:"مجموع الفتاوى" (7/ 185) ، و"مدارج السالكين" (1/ 30) .