فهرس الكتاب
الصفحة 318 من 335

وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أرفق الناس، وشواهد رفقه في سنته ظاهرة، ودلائل حلمه وأناته في سيرته واضحة، بل إنه ضرب أروع الأمثلة في تحقيق الرفق والأناة في تعامله مع الناس ودعوته إلى دين الله، ومعالجته لما قد يقع من أخطاء أو مخالفات، ومن ذلكم ما رواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال:"بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فاقل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُزرمُوه دعوه، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن" (1) ، ورواه البخاري (2) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: دعوه وهريقُوا على بوله سَجْلاً من ماء - أو ذنوباً من ماء -، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسِّرين".

فربنا سبحانه رفيقٌ يحبُّ الرفق، وديننا رفق ويسر كله، ونبينا صلى الله عليه وسلم إمام أهل الرفق وقدوتهم، وواجبنا أن نتحلى بالرفق في شأنه كله، والله وحده الموفق لا شريك له.

(1) "صحيح البخاري" (رقم: 221) ،"صحيح مسلم" (رقم: 285) واللفظ له.

(2) (رقم: 220) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام