فهرس الكتاب
الصفحة 233 من 335

وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحديد: 9] .

وهذه أعظم النعم وأجل العطايا والمنن؛ أن نزل على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم آياته البيِّنات، وحججه الظاهرات؛ تدل أهل العقول على صحة جميع ما جاء به، وأنه الحق اليقين، ليخرج سبحانه من شاء من عباده بإرسال الرسول وما أنزل عليه من الآيات والحكمة من الظلمات إلى النور، وهذا من رأفته بعباده، ورحمته بأوليائه وأصفيائه.

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10] ، وهذا من رحمة الله ورأفته بعباده المؤمنين أن أوثق بينهم عقد الإيمان ورابطة الدِّين ووشاج التقوى، وجعل اللاحق منهم محباً للسابق، داعياً له بكل خير، فما أسناها من عطية، وما أجلها من منةٍ تفضل بها مولانا الرؤوف الرحيم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام