فهرس الكتاب
الصفحة 235 من 335

وقد ثبت في"صحيح مسلم" (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال:"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مُؤوي".

والعبد لا غنى له عن ربه طرفة عين، بأن يكون له حافظاً وكافياً ومسدداً وهادياً، ولذا شرع للمسلم في كل مرة يخرج فيها من بيته أن يقول:"بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله"، ليكفي همه وحاجته، وليوقي من الشرور والآفات، وليحفظ من عدوان معتدٍ أو ظلم ظالمٍ.

روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلتُ على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: يقال حينئذ: هُديت وكفيت ووقيت، فيتنحى عنه الشيطان، فيقول شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي" (2) .

أي: هُديت إلى طريق الحق والصواب، وكُفيت من كل هم دنيوي أو أخروي، ووُقيت من شر أعدائك من الشياطين وغيرهم.

وقد دل القرآن أن تحقيق العبودية لله وحسن التوكل عليه أمرٌ لابد منه لنيل كفاية الله الخاصة بأوليائه المؤمنين وعباده المتقين، قال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) ، وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .

قال ابن القيم رحمه الله:"والتوكُّلُ من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم، وهو من أقوى الأسباب في ذلك؛"

(1) (رقم: 2715) .

(2) رواه أبو داود (رقم: 5095) ، والترمذي (رقم: 3426) والنسائي في"عمل اليوم والليلة" (رقم: وقد صححه الألباني في"صحيح الجامع"(513) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام