واجعل عليهم رجزَك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق"، رواه أحمد، والبخاري في"الأدب المفرد" (1) ."
وقد ورد ذكر البسط والقبض مضافاً إلى الله عز وجل في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، قال تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ) [الرعد: 26] ، وقال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) [الإسراء: 30] ، وقال تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [سبأ: 36] ، وقال تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39] ، وقال تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) [المائدة: 14] .
فدلت هذه النصوص ونظائرها أن القبض ولبسط كله بيد الله تبارك وتعالى، وبتصريفه وتدبيره سبحانه يبسط لمن يشاء في ماله أو عافيته أو عمره أو علمه أو حياته، ويقبض وهو الحكيم الخبير.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في التعليق على قول ابن القيم رحمه الله في"نونيته":
هو قابض هو باسط هو خافض ... هو رافع بالعدل والميزان
"يعني أنه القابض للأرزاق والأرواح والنفوس، الباسط للأرزاق والرحمة والنفوس، وهو الخافض لأقوام، الرافع لآخرين، وذلك كله عدل من الله وحكمة، يحمد عليه أتم الحمد وأكمله، قال تعالى: (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245] ، وقال تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ) [الشورى: 27] ،"
(1) "المسند" (3/ 424) ، و"الأدب المفرد" (699) من حديث رفاعة الزُّرقي. وصححه الألباني في"صحيح الأدب المفرد" (538) .