فقبضه نعمةٌ في حق عباده المؤمنين؛ لأنه يمنعهم به من البغي والظلم والعدوان، وقال تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) [الرعد: 26] ، وقال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر: 10] ، وقال تعالى: (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) [النساء: 158] ، وإن كان الله تعالى هو القابض الباسط الخافض الرافع قدراً وقضاءً؛ فلا يمتنع أن تكون هذه الأمور بأسباب من العباد متى قاموا بها حصلت لهم، وهذا هو الواقع، فإن الأسباب محل حكمته وسنته الجارية التي لا تتبدل ولا تغير" (1) ."
وقد جمع بين هذين الأمرين في قوله صلى الله عليه وسلم:"من أحبَّ أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في عمره؛ فيصل رحمه"متفق عليه (2) .
فبسطُ الرزق بيد الله، وصلةُ الرحم سبب يبذله العبد، وكذلك كون المسعر هو الله عز وجل لا يمنع أن يكون هناك أسباب يبذلها العبد يزول بها الغلاء ويحصل بها الرخص، كما قيل لأحد الأفاضل: لقد غلت الأسعار! فقال: أرخصوها بالتقوى.
اللهم ادفع عنا الغلاء، وابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك.
(1) "التوضيح المبين لتوحيد الأنبياء والمرسلين" (ص/135 - 136) .
(2) "صحيح البخاري" (رقم: 1961) ، و"صحيح مسلم" (رقم: 2557) .