الثالث: حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله عز وجل محسن فأحسنوا، فإذا قتل أحدكم فليُحسن مقتوله، وإذا ذبح فليحد شفرته وليُرح ذبيحته"رواه ابن عدي (1) .
وهذه الروايات تدل بمجموعها على ثبوت هذا الاسم لله عز وجل.
وقد جاء ذكر هذا الاسم في ثنايا كلام أهل العلم، وكثر التعبيد لله به (2) .
قال شيخ الإسلام رحمه الله:"وكان شيخ الإسلام الهروي قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى، وكذلك أهل بيتنا غلب على أسمائهم التعبيد لله: كعبد الله وعبد الرحمن، وعبد الغني والسلام والقاهر واللطيف والحكيم والعزيز والرحيم والمحسن ..." (3) ، وذكر بعض أسماء الله الحسنى.
(1) = ورجال إسناده ثقات رجال مسلم. أبو الأِعث اسمه شراحيل بن آدة، وأبو قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي.
ورواه إسماعيل القاضي في"حديث أيوب السختياني" (36) عن يحيى الحماني، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، به مثله.
والحماني مختلف فيه، وقد اتهم بسرقة الحديث.
والحديث رواه مسلم (رقم: 1955) من طريق خالد الحذاء، عن أ [ي قلابة، بإسناده، بلفظ:"إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم ..."الحديث.
في"الكامل" (6/ 2419) من طريق عبد الله بن رشيد، ثنا مجاعة بن الزبير أبو عبيدة، عن الحسن، عن سمرة، فذكره.
وإسناده ضعيف مسلسل بالعلل، عبد الله بن رشيد ليس بالقوي وفيه جهالة، ومجاعة ابن الزبير مختلف فيه وضعفه الدارقطني وغيره، والحسن مختلف في سماعه من سمرة.
وقال المناوي في التيسير (1/ 90) :"إسناده ضعيف".
لكن الحديث صحيح يشهد له الحديثان قبله.
(2) وقد جمعت في رسالة لي مفردة حول إثبات هذا الاسم لله عز وجل من سمى معبداً للمحسن من أهل العلم وغيرهم إلى نهاية القرن التاسع، فبلغ عددهم أكثر من خمسين شخصاً.
(3) "مجموع الفتاوى" (1/ 379) .