روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله حييٌّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً" (1) .
وفي حديث النزول الإلهي يقول صلى الله عليه وسلم:"ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"متفق عليه (2) .
وهو حديث متواتر رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جمع من الصحابة بلغ عددهم ثمانية وعشرين صحابياً.
وجاء في الحديث القدسي في بيان منزلة أولياء الله المتقين أن الله تبارك وتعالى يقول:"من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسم به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه"، رواه البخاري في"صحيحه" (3) .
فهذه النصوص وما في معناها تدل دلالة بينة أن الله تبارك وتعالى لا يرد من سأله من عباده المؤمنين، ولا يخيب من رجاه، لكن قد يستشكل في هذا أن جماعة من العباد والصلحاء قد دعوا وبالغوا ولم يجابوا، والجواب: أن الإجابة تتنوَّع: فتارة يقع المطلوب بعينه على الفور، وتارة يقع ولكن يتأخر لحكمة، وتارة تقع الإجابة ولكن بغير عين المطلوب حيث لا يكون في المطلوب مصلحة ناجزة وفي الواقع مصلحة ناجزة أو أصلح منها، وقد تدخر له أجراً ومثوبة يوم القيامة.
(1) سبق تخريجه.
(2) رواه البخاري (رقم: 1145) ، ومسلم (رقم: 758) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) (رقم: 6502) .