فهرس الكتاب
الصفحة 253 من 335

روى الإمام أحمد والبخاري في"الأدب المفرد"والحاكم وغيرهم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من مسلم يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر" (1) .

وبهذا يتبين أن إجابة السائل في سؤاله أعم من إعطائه عين المسؤول.

وإن من أثر الإيمان باسم الله"المجيب"أن يقوى يقينُ العبد بالله، ويعظم رجاؤه ويزيد إقباله عليه وطمعه فيما عنده، ويذهب عنه داءُ القنوط من رحمته أو اليأس من روحه.

وكيف لا يكون المسلم واثقاً بربه الجواد الكريم المحسن، وهو سبحانه بيده ملكوت كل شيء، فما شاء كان في الوقت الذي يشاء على الوجه الذي يشاء، من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدم ولا تأخر، وحكمه سبحانه نافذ في السموات وأقطارها، وفي الأرض وما عليها وما تحتها، وفي البحار والجو، وفي سائر أجزاء العالم وذرَّاته، يقلبها ويصرفها ويحدث فيها ما يشاء، له الخلق والأمر، وله الملك والحمد، وله الدنيا والآخرة، وله النعمة والفضل، وله الثناء الحسن (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن: 29] ، تبارك الله رب العالمين.

(1) "مسند الإمام أحمد" (3/ 18) ، و"الأدب المفرد" (رقم: 710) ، و"المستدرك" (1/ 493) وصحح الحاكم إسناده، وجوده الحافظ المنذري، كما في"صحيح الترغيب والترهيب" (رقم: 1633) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام