فهرس الكتاب
الصفحة 251 من 335

وفي"الصحيحين" (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل:"من تقرَّب إليَّ شبراً تقربتُ إليه ذراعاً، ومن تقرب إليَّ ذراعاً، تقربتُ إليه باعاً، وإذا أقبل إليَّ يمشي أقبلتُ إليه أهرول".

واسمه تعالى"المجيب"يدل على أنه سبحانه يسمع دعاء الداعين، ويجيب سؤال السائلين، ولا يخيب مؤمناً دعاه، ولا يرد مسلماً ناجاه، ويحبُّ سبحانه أن يسأله العباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية، من الطعام والشراب والكسوة والمسكن، كما يسألونه الهداية والمغفرة والتوفيق والصلاح والإعانة على الطاعة، ونحو ذلك، ووعدهم على ذلك كله بالإجابة مهما عظمت المسألة، وكثر المطلوب، وتنوعتْ الرغباتُ، وفي هذا دلالة على كمال قدرة الله سبحانه وكمال ملكه، وأن خزائنه لا تنفد ولا تنقص بالعطاء، ولو أعطى الأولين والآخرين من الجن والإنس وأجابهم في جميع ما سألوه، كما في الحديث القدسي:"يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر رواه مسلم (2) ."

وفي"الصحيحين" (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دعا أحدُكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليُعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيءٌ أعطاه".

وقد ورد في السنة النبوية أحاديث عديدة في الترغيب بالدعاء، وبيان أن الله تبارك وتعالى يجيبُ الداعين ويعطي السائلين، وأنه جل وعلا حيي كريم، أكرم من أن يرد من دعاه أو يخيب من ناجاه أو يمنع من سأله.

(1) البخاري (رقم: 7537) ، ومسلم (2675) واللفظ له.

(2) (رقم: 2577) وهو طرف من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

(3) البخاري (رقم: 6339) ، ومسلم (رقم: 2679) واللفظ له.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام