"بينما نحن مع عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- وهو يجول في سكك المدينة، ومعنا الأشعث بن قيس، فأدرك عمر الأغنياء فقعد وقعد الأشعث إلى جنبه، وقد أتى عمر بمِرْجَل (1) فيه لحم، فجعل يأخذ منها العَرْق (2) ، وينهشه، فينضح على الأشعث، قال: يقول الأشعث: يا أمير المؤمنين، لو أمرت بشيء من سمن نصبّ على هذا اللحم، ثم طبخ حتى يبلغ أدمان كان ألين له، قال: فرفع عمر يده، فضربها في صدر الأشعث، ثم قال: أدمان في أدم؟ كلا إني رأيت صاحبيّ وصحبتهما، فأخاف أن أخالفهما فيخالف بي عنهما، فلا أنزل معهما حيث نزلا" (3) .
668 -حدثني عبد اللَّه بن يونس بن بكير، حدثنا أبي، عن الحسن بن
(1) قدر من نحاس، مختار الصحاح (267) .
(2) هو العظم عليه لحم أخذ أكثره وبقي عليها لحوم رقيقة، لسان العرب (10/ 240) .
(3) إسناده حسن، أسد بن موسى صدوق يغرب وفيه نصب التقريب (403) ، شيخ المصنف هو المشهور بالمصري الواعظ البغدادي كان ثقة، صنف في الزهد كتبا كثيرة، وكان له مجلس وعظ، انظر سير أعلام النبلاء (15/ 381) وتاريخ بغداد (12/ 75) والفهرست (263) ولم يعرفه د/ مصلح الحارثي ولا المحقق القضاة، إصلاح المال (318) رقم (368) ، وورد في رقم (370) يعظ يزيد بن أبي سفيان:"واللَّه يا يزيد ابن أبي سفيان، أطعام بعد طعام؟ والذي نفس عمر بيده لئن خالفتهم عن سنتهم ليخالفن بك عن طريقهم"، ورقم (372) يعظ زوجته حفصة:"واللَّه لأشركنهما بمثل عيشهما الشديد، لعلي ألقى معهما عيشهما الرخي"، وابن شبة في أخبار المدينة (2/ 13) مطولا في قصة مع ابنته حفصة، والجوع برقم (32) ، وابن سعد في الطبقات (3/ 319) ، مختصرا من قوله لابنته حفصة، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 301) ، وأورده النووي في تهذيب الأسماء واللغات (2/ 326) .