وقال محمد بن عمر الكلابي: سمعت وكيعا يقول: الجهمية شر من القدرية، قال: وقال وكيع: المرجئة الذين يقولون: الإقرار يجزئ عن العمل، ومن قال ذلك فقد هلك، ومن قال النية تجزئ عن العمل فهو كفر، وهو قول جهم.
قال ابن تيمية: ولهذا كان القول إن الإيمان قول وعمل عند أهل السنة من شعائر السنة، وقد حكى غير واحد الإجماع على ذلك.
قال الشافعي: وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم وممن أدركناهم يقولون: إن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر. اهـ [1] .
هذا وقد ذكر كثيرٌ من العلماء مذهب السلف في تعريف الإيمان بتفصيل، ومن أراد المزيد في ذلك عما ذكرناه فأنا أُحيله على كتاب (الإيمان) لأبي عبيد القاسم بن سلام، وكتاب (الإيمان) لأبي بكر بن أبي شيبة، وكتاب (الشريعة) للآجُرِّي، و (الإبانة) لابن بطة، و (التوحيد) لابن خزيمة، و (شرح السنة) للبغوي، و (الإيمان) لمحمد بن إسحاق، وكتب الإيمان في الصحاح ودواوين السنة، فإنها قد أثبتت مذهب السلف بتفصيل، وفيما ذكرناه كفاية في بيان أن مذهب السلف في الإيمان: قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص.
مذهب المرجئة في تعريف الإيمان:
انقسمت فرق المرجئة في الإيمان إلى اثنتي عشرة فرقة كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى نقلا عن الأشعري رحمه الله حيث قال في المقالات: اختلفت المرجئة في الإيمان ما هو؟ وهم اثنتا عشرة فرقة:
* الفرقة الأولى: يزعمون أن الإيمان بالله هو المعرفة بالله وبرسوله وبجميع ما جاء من عند الله فقط، وأن ما سوى المعرفة من الإقرار باللسان والخضوع بالقلب والمحبة لله ولرسوله والتعظيم لهما والخوف والعمل بالجوارح فليس بإيمان.
(1) مجموع الفتاوى ج 7/ 307 ـ 308.