فهرس الكتاب
الصفحة 320 من 393

يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز عن فرعون ووزرائه وجنوده {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} [1] .

وقال تبارك وتعالى {ونُريَّ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} [2] .

وقال تعالى {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} [3] .

وقال تعالى {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون} [4] .

وقال تعالى {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [5] .

وهذه الآيات السابقة تبين أن الأتباع (آل فرعون) (جنودهما) لهم حكم المتبوعين (فرعون وهامان) .

فقد سوى الله تعالى بينهم في الإثم والحكم {كانوا خاطئين} ، وفي العقوبة الدنيوية {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم} ، وفي عذاب القبر {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا} ، وفي العقوبة الأخروية يوم القيامة والنشور {ويوم القيامة لا ينصرون} ، ووصفهم الله جميعا - التابعين والمتبوعين - بأنهم {أئمة يدعون إلى النار} .

فلم يفرق سبحانه وتعالى بين تابع ومتبوع، ولم يصف الأتباع إلا بأنهم جنود المتبوع؛ وإنما استحقوا حكم المتبوع لمشاركتهم له في إجرامه وإفساده؛ إذ لم يكن المتبوع ليتمكن من الإجرام إلا بجنوده الذين يطيعونه وينفذون إرادته، وهذا أمر في

(1) سورة القصص، الآية: 8.

(2) سورة القصص، الآية: 6.

(3) سورة القصص، الآية: 40.

(4) سورة القصص، الآية: 41.

(5) سورة غافر، الآية: 46.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام