المقدمة الأولى:
وجوب بيان الحق والنصح للمسلمين
قال الله تعالى {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم} [1]
وقال تعالى عن نوح أنه قال لقومه {أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} [2] ، وقال تعالى عن هود أنه قال لقومه {أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين} [3] ، إلى غير ذلك من الآيات التي تبين أن النصح للمؤمنين هو زبدة رسالة الرسل صلى الله وسلم وبارك عليهم أجمعين.
وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - خير ناصح لقومه، فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال - وقد ذكر الدجال ـ: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور) [4] .
وروى مسلم في صحيحه عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الدين النصيحة) ، قلنا لمن؟ قال - صلى الله عليه وسلم: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [5]
فالنصيحة للمسلمين واجبة على من قدر عليها وأداها بحقها، وهي من مهمات الدين الأساسية، وقد قام بها علماء الأمة الأثبات بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، وإن أدى ذلك إلى التصريح بذكر شيء من مساوئ الناس وعوراتهم.
(1) سورة التوبة، الآية: 91.
(2) سورة الأعراف، الآية: 62.
(3) سورة الأعراف، الآية: 68.
(4) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، حديث رقم 7127، 7131.
(5) صحيح مسلم كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، ورواه أيضا أحمد وأبوداود والنسائي.