فهرس الكتاب
الصفحة 61 من 393

المسألة الأولى:

حقيقة الإيمان ومذهب أهل السنة وأقوال الفرق فيه

اختلف الناس قديما وحديثا في مسائل الإيمان، فاختلفوا في تعريفه إلى:

أ - مرجئة مُفرِّطة يقولون: الإيمان هو التصديق أو هو التصديق والإقرار، ومنهم من غلا فقال: إن الإيمان هو المعرفة - وهم الجهمية - ومنهم من قال هو الإقرار فقط وهم الكرامية.

ب - خوارج غالية يقولون: إن الإيمان هو مجموع ما أمر الله به ونهى عنه، فمن قصر في أمر واحد أو فعل محرما واحدا فقد كفر بالله العظيم، فأخرجوا أهل الذنوب من الإسلام وضيقوا رحمة الله الواسعة، وحكموا عليهم بأنهم في جهنم خالدون.

ووافقهم على ذلك المعتزلة وإن اختلفوا معهم في الاسم، فقد سموا فاعل المعصية فاسقا وجعلوه في منزلة بين الإيمان والكفر، وسموها المنزلة بين المنزلتين، أي بين الكفر والإيمان، ومآل المذهبين واحد.

وقد هدى الله تعالى أهل السنة إلى الحق في ذلك، فكانوا وسطا بين طرفين، بين تفريط المرجئة وإفراط الخوارج، فقالوا:

الإيمان اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، وسيأتي بيان مذهبهم مفصلا إن شاء الله تعالى، وقد انبنى على هذا الخلاف في تعريف الإيمان خلاف في كثير من المسائل ومنها:

* حقيقة الإيمان وتعلقه بالقلب واللسان والجوارح.

* زيادة الإيمان ونقصانه.

* تفاضل شُعب الإيمان وتفاضل أهله فيه.

* هل الإيمان شيءٌ واحد لا يتجزأ أم لا؟.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام