فهرس الكتاب
الصفحة 283 من 393

لقد بعث الله تعالى نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - على حين فترة من الرسل؛ وأوحى إليه شريعة ومنهاجا، ليُخرج الله تعالى الناس به من الظلمات إلى النور؛ ومن العمى الذي كانوا فيه إلى الهدى والطريق المستقيم.

وإن من المعلوم أن لهذه الشريعة والدعوة أسسا قامت عليها، فقد قامت هذه الدعوة على عبادة الله تعالى وحده وعدم الإشراك به؛ وتحقيق الولاء لله تعالى ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين، والبراءة من كل المعبودات الباطلة وأهلها من الكفار والمشركين والمرتدين.

وتحرير الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين من أهم الواجبات التي أمر الله تعالى بها، ومن أهم ما يميز دين الإسلام عن غيره.

وقد بيَّن الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين أن إمام الموحدين إبراهيم الخليل هو أعظم من قام بذلك، ولهذا فقد أمر الله تعالى نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - أن يتبع ملة إبراهيم؛ فقال سبحانه {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} [1] ، وقال الله لنبيه {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} [2] .

ولقد جاء على الناس زمان ضربوا فيه أروع الأمثلة على تحرير الولاء والبراء وفق شريعة رب العالمين.

فقتل الولد أباه؛ وقاتل الأخ أخاه؛ وتركت المرأة أهلها وقبيلتها لله رب العالمين؛

(1) سورة الممتحنة، الآية: 4.

(2) سورة النحل، الآية: 123.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام