فهرس الكتاب
الصفحة 284 من 393

فنصرهم الله القوي العزيز على عدوهم وأظهرهم عليهم.

وخلف من بعد هؤلاء خلفٌ تعلقوا بالدنيا وركنوا إليها وتركوا الجهاد في سبيل الله - الذي هو أعظم مظاهر الولاء والبراء في دين الله تعالى - فسلط الله عليهم أعداءهم؛ فاستباحوا الحرمات؛ وجاسوا خلال الديار.

ثم نبتت بين المسلمين نبتة ذهبوا يقدمون فروض الولاء والطاعة لأعداء الله تعالى، وذلك بدلا من أن يستعينوا بالله عليهم ويقاتلوهم معتصمين بحبل الله المتين.

بل ذهبوا أبعد من ذلك فوالوا أعداء الله تعالى وأمدوهم بما يعينهم على القضاء على قوة المسلمين وشوكتهم.

والتاريخ خير شاهد أن هؤلاء الموالين لأعداء الله تعالى لم يكونوا يوما ما من المؤمنين المتقين.

فهم إما من المنافقين الحاقدين الكارهين لهذا الدين والكارهين لعلو شريعة رب العالمين، الذين يضمرون الشر والبغض للمؤمنين.

وإما أن يكونوا من الفرق والطوائف الضالة والمارقة التي تنتسب زورا وبهتانا إلى هذا الدين مثل الباطنية والقرامطة وأشباههم على مر الدهور والسنين، والتي حل بسبب خيانتهم للمسلمين كثير من المصائب.

وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فإن العاقل المتبصر لا يلتفت يمينا ولا شمالا إلا ويجد أثر هؤلاء المجرمين في كل بلاد المسلمين.

فقد باعوا ديار المسلمين وثرواتهم لليهود أحفاد القردة والخنازير؛ والنصارى أتباع الصليب الحاقدين؛ والكفار من كل جنس ولون ودين، وعقدوا معهم اتفاقيات الذل، وذلك مقابل الحفاظ على كراسيهم ومناصبهم التي استولوا عليها بالحديد والنار.

وقد وجد هؤلاء من يعينهم على ذلك من شيوخ الضلالة وعلماء السلاطين الذين يصدرون من الفتاوى ما يبرر أفعال الحكام المجرمين، وسوغوا لهم عقد اتفاقات

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام