فهرس الكتاب
الصفحة 302 من 393

اللع تعالى تنفيذا لأوامر أسيادهم في الكونجرس أو مجلس العموم أو الكرملين.

فمما لا شك فيه أن هؤلاء أشد كفرا ممن ذكرهم الله تعالى في الآية الكريمة؛ ولا ينفعهم أن يعتذروا عن ذلك بخوفهم من قوة الكفار ومكرهم فإن الله تعالى لم يعذر أحدا إلا المكره كما سبق في كلام أهل العلم.

هذا ولا يجوز لأحد أن يدافع عن هؤلاء الكفار ولا عن أفعالهم أبدا، وخاصة ممن ينتسب إلى العلم الشرعي الذين هم في الحقيقة قادة الناس وسادتهم، بل الواجب عليهم أن يفضحوهم ويبينون خططهم ومكرهم للناس ويقودون الناس إلى جهادهم، فبهذا يستحقون القيادة والريادة بين الناس والثناء الحسن من الله تبارك وتعالى.

قال تعالى {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه} [1]

قال ابن تيمية رحمه الله: فأخبر أنك لا تجد مؤمنا يواد المحادين لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإن نفس الإيمان ينافي مودته كما ينافي أحد الضدين الآخر، فإذا وُجد الإيمان انتفى ضده وهو موالاة أعداء الله.

فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه كان ذلك دليلا على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب، ومثله قوله تعالى في الآية الأخرى {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} .

فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط، بحرف لو التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط، فقال ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه

(1) سورة المجادلة، الآية: 22.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام