يهتدون بهم وينتهون إلى رأيهم. [1]
وعن أبي الأسود الدؤلي رحمه الله قال: الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك. اهـ [2]
ينقسم العلم إلى ما هو نافع وهو: ما يُطلب من المكلف ويندب تحصيله على الجملة شرعا، وما ليس بنافع: إما لعدم فائدته للمكلف في دينه ودنياه، وإما لأنه علم قد نهى الشارع عنه.
وقد ورد من الأدلة ما يدل على صحة هذا التقسيم، فقد قال الله تعالى عن تعلم السحر {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} [3]
وروى زيد بن أرقم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها) [4]
وروى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (اللهم إني أسألك علما نافعا وأعوذ بك من علم لا ينفع) [5]
وقد ذكر ابن رجب الحنبلي رحمه الله هذه الأحاديث وغيرها وقال: ولذلك جاءت السنة بتقسيم العلم إلى نافع وغير نافع، والاستعاذة من العلم الذي لا ينفع وسؤال
(1) رواه ابن عبد البر عن معاذ مرفوعا والموقوف أصح.
(2) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ج 1/ 60.
(3) سورة البقرة، الآية: 102.
(4) رواه مسلم وأحمد والنسائي، وروى أحمد وابن حبان والحاكم قريبا منه عن أنس بسند صحيح، ورواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه بسند صحيح.
(5) رواه ابن حبان بإسناد حسن.