فهرس الكتاب
الصفحة 297 من 393

قال تعالى {ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} [1] .

قال ابن تيمية رحمه الله: ذكر سبحانه جملة شرطية تقتضي أنه إذا وُجِد الشرط وجد المشروط بحرف لو التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط؛ فقال {ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} .

فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده؛ ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب.

فدل ذلك على أن من اتخذهم أولياء ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه. اهـ [2]

قال سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله: ذكر سبحانه أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله والنبي - صلى الله عليه وسلم - وما أنزل إليه؛ ثم أخبر أن سبب ذلك كون كثير منهم فاسقين، ولم يفرق بين من خاف الدوائر.

وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين قبل ردتهم؛ كثير منهم فاسقون فجرهم ذلك إلى موالاة الكفار والردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك. اهـ [3]

قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم من بعد إيمانكم كافرين} [4]

قال الطبري رحمه الله: وتأويل الآية: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وأقروا بما جاء

(1) سورة المائدة، الآية: 81.

(2) مجموع الفتاوى، ج 7/ 17.

(3) الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد / 339.

(4) سورة آل عمران، الآية: 100.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام