فهرس الكتاب
الصفحة 294 من 393

اهـ [1]

قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} [2] .

قال الطبري رحمه الله: فالصواب أن يُحكم لظاهر التنزيل بالعموم على ما عَمَّ ... إلى قوله رحمه الله:

غير أنه لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي اليهود أو النصارى خوفا على نفسه من دوائر الدهر، لأن الآية التي بعد هذه تدل على ذلك؛ وذلك قوله تعالى {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} .

والصواب من القول في ذلك عندنا أن يُقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله.

وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين وأن الله ورسوله منه بريئان ... إلى أن قال:

يعني تعالى ذكره بقوله {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} ، أي ومن يتول اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم.

يقول فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتول متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه. اهـ [3]

قلت: وقد ظن بعض الناس وفهم خطئا من كلام الطبري رحمه الله هذا أنه لابد أن

(1) تفسير الطبري، ج 6/ 313.

(2) سورة المائدة، الآية: 51.

(3) تفسير الطبري، ج 6/ 276: 277.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام