فهرس الكتاب
الصفحة 247 من 393

ذكرنا في الباب السابق بعض الأحكام المتعلقة بالكفر والردة على سبيل الإجمال، وفي هذا الباب والذي يليه والذي بعده نذكر بعض مظاهر الردة الواقعة في زماننا هذا، وقد اخترنا الحديث على ثلاثة مظاهر وهي:

1 -سب الله أو رسوله أو دينه والاستهزاء بالشريعة وأهلها.

2 -موالاة الكفار من اليهود والنصارى والمرتدين وبعض الأحكام المتعلقة بذلك.

3 -حكم الذين يحكمون بغير ما أنزل الله.

فأما عن المسألة الأولى نقول وبالله تعالى التوفيق:

مقدمة

أوجب الله تعالى على عباده الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومحبتة وتوقيره وتعظيمه وإكرامه واتباع أمره وطاعته ونصرته حيا وميتا، وحرم عليهم أن يكفروا به أو يؤذوه أو يخذلوه؛ أو حتى يذهبوا عنه حتى يستأذنوه، وما ذلك إلا لمكانته العظيمة ومنزلته العالية الشريفة - صلى الله عليه وسلم -.

ولذلك فقد كان حكم من يؤذيه بقول أو فعل، أو يسبه أو يقذفه أو يهجوه: القتل لا محالة، حتى وإن تاب من فعله على الراجح كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

وقد كانت محبة الصحابة رضوان الله عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عظيمة، وكان تعظيمهم له وتقديمهم أمره على كل شيء هو هديهم وشأنهم، وكانوا لا يستطيعون أن يسمعوا إيذاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سبه أو شتمه إلا وتثور حميتهم، ويغضبون لذلك أشد الغضب؛ هذا فضلا عن أن الله تعالى قد عصمهم أن يقعوا فيه.

وقد ذكر القرطبي رحمه الله تعالى شيئا مما يدل على ذلك، وذلك في تفسير قوله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام