فهرس الكتاب
الصفحة 350 من 393

التقية أصلها في اللغة الحذر؛ والفعل اتقى؛ والمصدر تقية وتقى؛ وكلا المصدرين وردا في القراءة الصحيحة، واتقيته تقية بمعنى حذرته [1] .

قال ابن حجر رحمه الله في تعريف التقية: هي الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير. اهـ [2]

وقال ابن القيم رحمه الله: ومعلوم أن التقاة ليست بموالاة، ولكن لما نهاهم الله عن موالاة الكفار اقتضى ذلك معاداتهم والبراءة منهم ومجاهرتهم بالعدوان في كل حال إلا إذا خافوا من شرهم فأباح لهم التقية، وليست التقية بموالاة. اهـ [3]

مما سبق يتبين أن التقية هي إخفاء ما في القلب من بغض الكافرين ومعاداتهم؛ ولا يعني ذلك حبهم ولا اعتقاد معتقدهم ولا تصحيح مناهجهم ولا الكون معهم في حرب المسلمين، ومن قال أن ذلك من التقية الجائزة فقد قال في دين الله قولا معلوم الفساد.

ومن المعلوم أيضا أنه لا تقية في القتل ولا في فعل المحرم وإنما المقصود بها الحذر من إظهار ما في القلب؛ وهي تكون مع الخوف من الإيذاء الشديد أو القتل وحين لا يستطيع المؤمن سبيلا للخروج من دار الكفر.

قال القرطبي رحمه الله في التقية: قال ابن عباس: هو أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان ولا يقتل ولا يأت مأثما، وقال الحسن: التقية جائزة إلى يوم القيامة ولا تقية في القتل.

(1) لسان العرب مادة تقى.

(2) فتح الباري، ج 12/ 314.

(3) بدائع الفوائد لابن القيم، ج 3/ 69.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام