إن للمعصية شؤما وعواقب وخيمة على فاعلها، ومن أعظم المعاصي الردة عن دين الله تعالى سواء كانت بالقول أو بالفعل، ومن شؤمها أنها تحبط العمل، وإذا مات صاحبها بغير توبة فهو من الخالدين في النار.
وأما إذا تاب المرتد فهل يحبط عمله السابق أم لا؟ هذا مما اختلف فيه العلماء؛ وينبني على هذا الخلاف مسألة إعادة الحج وما سبق من الواجبات.
وفي مسألة إحباط المعاصي عموما للأعمال قال ابن تيمية رحمه الله: العمل يحبط بالكفر؛ قال سبحانه وتعالى {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة} [1] .
وقال تعالى {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله} [2] ، وقال تعالى {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} [3] ، وقال تعالى {لئن أشركت ليحبطن عملك} [4] ، وقال تعالى {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} [5] إلى أن قال رحمه الله:
ولا يحبط الأعمال غير الكفر، لأن من مات على الإيمان لابد أن يدخل الجنة ويخرج من النار وإن دخلها، ولو حبط عمله كله لم يدخل الجنة قط.
ولأن الأعمال إنما يحبطها ما ينافيها، ولا ينافي الإيمان مطلقا إلا الكفر؛ وهذا معروف من أصول أهل السنة.
(1) سورة البقرة، الآية: 217.
(2) سورة المائدة، الآية: 5.
(3) سورة الأنعام، الآية: 88.
(4) سورة الزمر، الآية: 65.
(5) سورة محمد، الآية: 9.